كيف أبدأ من جديد - الوصل المغربي

عاجل

إعلان

الاثنين، 8 أبريل 2019

كيف أبدأ من جديد



 يتساءل البعض كيف لي أن أبدأ حياتي من جديد، وكيف لي أن أحدث التغيير فيها للأفضل، وما هي الوسائل المعينة للتحول، والانطلاق نحو النجاح بحيث كل ما يتمنى الإنسان أن يحصل التغيير في حياتهِ، وأن يبدأ بدايةً جديدةً، تكون هي النقطة الفاصلة في حياتهِ، ومنطلق النّجاح الدائم والمزدهر، إلا أنّه قد يقرن هذه البداية بتغيرٍ على القدر الذي لا يعلمه، فقد يربط التغيير بتحسنٍ في حالتهِ الصحيّةِ، أو تحوّلٍ في مكانتهِ الوظيفيّة، أو الماليّة، وقد يقرنها بمناسبةٍ ما، كعيدٍ أو موسمٍ معينٍ، وهو بهذا التسويف يُظهر اعتقاده أنّ التغيير لا يكون إلا بقدوم القوة الخارجية، وفي ذلك الوقت الذي ينتظره، ليكون سبباً في نشاطهِ، وتغيّرٍ في حياتهِ إلى الأفضل، فاتهُ أنّ تجديد الحياة الحقيقي، ينبثق من داخل الشخص نفسه، وأنّ العزيمة والإصرار، هي المحرّك الأساسي للنجاح والتغيير، وأنّ صعوبات الحياة، وعقباتها الكثيرة، يمكن التغلب عليها وتطويعها؛ ليستفيد منها الإنسان خبرةً، وتجربةً عاشها، فيحتفظ بقوتهِ، وصلابتهِ أمامها؛ فهو بما لديه من قوةٍ كامنةٍ، وبما يمتلكه من مهاراتٍ، وبالفرص التي قد تُتاح له، يستطيع أن يبدأ حياته من جديد.

وتُعتبر الدوافع المحرك الأساسي للسلوك الإنساني، فالإنسان عندما يكون لديه دوافع، وبواعث نفسية داخلية، يظهر عنده الحماس، والطاقة، وحتى الإدراك فإنّه يكون أفضل لديه بوجود الدوافع، بعكس الشخص الذي يعيش حياته بلا دافع؛ فإنّ العزيمة لديه تكون هابطة، والطاقة معدومة، وينصبُّ تركيزه، واهتمامه على الأمور السلبيّة فقط، فالدوافع الداخلية عند الإنسان هي السبب في قيامهِ بأعمالٍ أعلى من المستوى العادي، بحيث يصل إلى نتائج عظيمة، فامتلاك الإنسان للقوى الكامنة في داخله، واستغلالها بشكلٍ صحيحٍ، قد تُحدث فرقاً كبيراً في طريقِ نجاحهِ.

 فعلى الإنسان إذا أراد أن يبدأ حياةً جديدةً، ويكون ناجحاً في حياتهِ، أن يكسب قلوب المحيطين بهِ  وأن تُحبّ من يُحسن إليها، وتبتعد عمّن أساء إليها وآذاها، لكي تكسب القلوب وتبتعد كلّ البعد عن الجفاء، والتنافر، والتباغض،

إنّ التّجديد و التّغيير في حياة الإنسان هو وقود الحياة ويحتاج منه إلى طاقةٍ عاليةٍ؛ حتى يستطيع أن يجد القوة التي تدفعه للأمام، فالإنسان إن كانت لديه الحماسة العالية، كانت الطاقة أيضاً عاليةً لديه، لأنّ الرغبة الداخلية، والدوافع الكامنة، تمدّه بالطاقة اللازمة للتغيير ، إلا أنّ الإنسان يحتاج دائماً إلى توليد طاقةٍ جديدةٍ بالإضافة إلى الدوافع الداخلية، فالأكل، والشرب، والرياضة، والتنفس جميعها لها تأثيرٌ في حياة الإنسان وتقدّمهِ

كلّ إنسانٍ يمتلك في داخلهِ قوةً، تزيد من إيمانهِ وطاعتهِ، وتُعينهُ على مواجهة الأهواء والصعاب، وتدفعهُ للعمل الحسن، وتُبعده عن كلّ الشرور، والقوة المقصودة هنا، ليست القوة الجسدية فقط، وإنما تشمل قوة العقل، والقلب، والإرادة، وهذه القوة يمكن أن يكرّسها الإنسان لأمورٍ كثيرةٍ في حياتهِ ، وهذه القوة هي علامة إيمان العبد، فدرجة المؤمن القوي عند الله تعالى، أفضل من درجة المؤمن الضعيف، فالمؤمن القوي أكثر عطاءً وفائدةً من المؤمن الضعيف

 إنّ اتخاذ القرار في حياة الإنسان أصبح من الأمور الملحّة والضروريّة، حيث تكمن حاجة الفرد في التعبير عن مواهبهِ، وقدراتهِ، التي تميزهُ عن غيرهِ، وتظهر الحاجة لديه في ترك بصمةٍ في العالم، تشهد على وجوده، وأثرهِ، وإنجازاتهِ الناجحة ، ولذلك يبدأ بالتصميم، والإبداع، والابتكار، أو أيّ عملٍ آخر، يجد فيه التعبير عن ذاتهِ، وقد لا يبدأ الإنسان حياتهُ، بالمقدرة على اتخاذ قراراتهِ بنفسهِ، فيتخذها الآباء نيابةً عنه، كأن يقرروا ماذا يلبس، وماذا يأكل، أو نوعيّة البيئة التي يعيشها، والمدرسة التي يلتحق بها، إلا أنّه من الجيّد للإنسان أن يصل إلى مرحلةٍ معيّنةٍ من حياتهِ، يتّخذ فيها الإنسان قراراتهِ بنفسهِ، وأن يُحدد ما يريدهُ من حياتهِ، فاتخاذ القرار هو مهارة يتمّ تعلّمها، ويمكن ممارستها بسهولةٍ إذا وُجدت الثّقة بالنفس لدى الفرد.




ليست هناك تعليقات: