ان ملف التعليم شكل الرهان الحقيقي
لربح أي تحد تنموي، حيث أن الدول الحديثة في ركب التقدم والتطور (كوريا
الجنوبية، ماليزيا، تركيا ...) فهمت الرسالة جيدا وسارعت الى ادخال اصلاحات
جدرية وعميقة على منظومتها التعليمية متجاوزة بذلك كل المزايدات السياسية
ووحدت ونسقت جهود مختلف القوى السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية
خدمة واستثمارا في القضية التعليمية وعلى غرار ذلك مر على قطاع التعليم العالي بالمغرب بمجموعة من الاصلاحات والذي انطلقت مراسيمه بداية من العديد من الاجراءات التي تؤسس لمنظومة تعليمية المثلى على المستوى الجامعي وملاءمتها مع
المتطلبات والحاجيات الملحة للمجتمع المغربي ونذكر منها:
الاصلاح الجامعي الذي انطلقت مراسيم تنزيله سنة 2004/2003 والذي تم تأسيس ميثاقالتربية والتكوين والذي تمت مأسسته من
خلال مجموعة من القوانين أبرزها القانون 00.01 المتعلق بتنظيم التعليم
العالي، حيث شمله العديد من الاكراهات ذات طابع اقتصادي واجتماعي، واخر ذات طابع مؤسساتي وذات طابع بيداغوجي.
المشروع الاستعجالي لاصلاح منظومة التعليم العالي 2009- 2012 والذي تم الاعلان بهدف ترميم ما يمكن ترميمه وبالتالي تدبير المخاطر والانزلاقات
التي نتجت عن تطبيق القانون 00.01، حول تكييف المنظومة التعليمية على المستوى
الجامعي وملاءمتها مع المتطلبات والحاجيات الملحة للمجتمع المغربي من خلال
اعتماد نظام المسالك والوحدات (LMD) المرتكز على فلسفة ضرورة انفتاح الجامعة
المغربية على محيطها السوسيو اقتصادي.
مؤخراً، كثر الحديث عن نية وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم
العالي والبحث العلمي، لاتخاذ اصلاحات جديدة و تبنيها لقرار عودة نظام البكالوريوس، عوض الاجازة الذي تم اعتماده منذ تنزيل خطة الاصلاح الجامعي.فما هو هذا النظام الجديد؟ وما أهمية هذا الاصلاح في هذه الظرفية التي تواكب تطور المغرب؟ وهل هو اصلاح من اجل الاصلاح او أصلاح يعطي حلولا جدرية لمشاكل واكراهات التعليم الجامعي بالمغرب؟
نظام البكالوريوس هو نظام معمول به عالميا وهو كيعادل الاجازة 4 سنوات في النظام الجامعي القديم، بمعنى انه يعادل الاجازة الاساسية فالمغرب والتي تعادل 3 سنوات في النظام المعتمد حاليا ومن مميزاته انه يتيح لك معادلة شهادة الاجازة في اي دولة أجنبية عند استكمال الدراسة عكس الاجازة المعتمدة حيث تحتم الظوابط البيداغوجية في الدول الاجنبية ان تعيد سنة لمعادلة الشهادة.
النظام الجديد يعتمد على 8 سداسيات عوض 6 في النظام الحالي، حيث يتم تدريس أسدسين في السنة
قررت الوزارة الوصية ان يتم تدريس السنة الاولى في نظام البكالوريوس فقط اللغات والتواصل والمدخل للتخصص
حتى يتعرف الطالب على أساسيات التخصص ولا يجتاز الطالب في هذه السنة التي تعتبر تمهيدية او تجريبية اي امتحانات، بعد النجاح في السنة الثانية يتم التخصص في السنة الثالثة والتعمق في الشعبة المختارة من طرف الطالب.
نظام البكالوريوس سوف يعتمد ابتداء من السنة المقبلة 2020 بالنسبة للطلبة الجدد، اما الطلبة القدماء فيسري عليهم النظام الحالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق